"الصديق الذي يذهب بك إلى الجنة"
روي أن ( الأحنف بن قيس ) :
كان جالساً يوماً فجال في خاطره قوله تعالى:
( لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم )
فقال :
عليَّ بالمصحف لألتمس ذكري حتي أعلم من أنا, ومن أُشبه ؟
فمر الآية:
(كانوا قليلاُ من الليل مايهجعون و بالأسحار هم يستغفرون و في أموالهم حقٌ للسائل والمحروم)
و مرَّ بالآية:
( ينفقون في السرَّاء و الضرَّاء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس )
و مرَّ بالآية :
( يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون )
و مرَّ بالآية :
( يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون ).
فقال تواضعاُ منه :
اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء.!
ثم أخذ يقرأ:
فمر بالآية :
( إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )
و مرَّ الآية:
( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين و لم نك نطعم المسكين).
فقال :
اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء.
حتى وقع على قوله تعالي :
( وآخرون أعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً و آخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم )
فقال :
اللهم اجعلني من هؤلاء.
يَقولَ إبليـَس للـه عـزَ وْجَـلَ :
(و عزتك و جلالك ! لأغًوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم ) الآية.
فيقول الله عز و جل :
(و عزتي و جلآليَ لأغفرنَ لہمَ مآدآموَا يسَتغفرونني) الآية.
أكثروا من الأستغفار.
إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة و لم يجدوا أصحابهم الذين كانوا معهم على خير في الدنيا فإنهم يسائلون عنهم رب العزة، و يقولون:
يارب لنا إخوان كانوا يصلون معنا و يصومون معنا لم نرهم .
فيقول الله جل و علا :
اذهبوا للنار و أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
و قال الحسن البصري "رحمه الله":
(استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة).
الصديق الوفي هو من يمشي بك إلى الجنة.
قال ابن الجوزي "رحمه الله" :
إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني فقولوا :
يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك.
ثم بكى: "رحمه الله رحمة واسعة" .
و أنا أسألكم إن لم تجدوني بينكم في الجنة, فاسألوا عني, لعلي ذكرتكم بالله و لو مره واحدة.
"هنيئا لمن قرأها و فهمها و بادر إلى العمل بها" ...
Posted using Partiko Android