العيش في المهجر / Living in the Diaspora

عندما أتيت للعيش في ديار المهجر كان ينتابني شعور بالخوف والحسرة على المستقبل الدراسي لأبنائي اذا رزقني بهم الله تعالى بطبيعة الحال، كنت افكر مليا في ما اذا كانو سيحرمون من دراسة اللغة العربية والتربية الإسلامية كي يترعرعو على مبادئ وقيم دينهم وعروبتهم وتربية والدهم، لاكن بعدما اطلعت على مهزلة مقررات التعليم الإبتدائي لهذه السنة و رئيت بأم عيني الألفاظ المدرجة في الكتب الدراسية ك "البغرير - بريوات - تسخن عضيماتها " وما الى غير ذلك من عبارات تسخر من عقل الطفل المغربي "مواطن الغد" لاحظت مدى خبث المنظومة التعليمة في العبث بعقل اجيال الغد لاحظت مدى خطورة المستقبل الممنهج من لدن الوزارات والدولة للحصول على شباب مخمور فكريا مخدر ثقافيا، عندها غمرتني فرحة عارمة وحمدت الله تعالى على تعليم دولة ألمانيا، وإرتئيت أن احاول جاهدا تلقينهم دين والدهم و لغتهم الأم في منزلهم وسيكون ذلك افضل بكثير من تعليمهم لغة عربية ركيكة وقيم دينية مغلوطة في بلد الحكومة التي تدعي الاسلام من دون تطبيقه، سأقول لهم يوما ما كم كنت أتمنى لو انهم عاشوا في وطنهم المغرب بجانب جدتهم وسط اعمامهم وابناء بلدهم لاكن للأسف وطنكم حارب المفكرين والعلماء نفى عبد الكريم الخطابي، قتل المهدي بن بركة، همش عبدالله شقرون وسجن توفيق بوعشرين وناصر الزفزافي واحبط كل من حاول ان يجتهد في مجاله بشرف وأمانة عفوا سأشرح لهم أن وطنهم الذي احبهم لم يذنب في حق احد من ابنائه وانما من هم على رؤوس المناصب العليا والكراسي المرصعة بالذهب هم من كان لهم الفضل في دراستكم بعيدا عن وطنكم ومن لهم الفضل في افساد جزء كبير من ابناء الشعب في المدارس الحكومية . لكم يا ابنائي الحق في الدراسة بالمجان بمستوى تعليم نقي ولكم مني يا ابناء واطفال بلدي كل الاعتذار فلو كان باليد حيلة لجعلت لكم انقى واشرف تعليم حكومي مجاني عرفته البشرية ولاكن لله ما أعطى ولله ما أخذ في وطن كحومته لا تنصت لكلمة الحق وتحارب من يقولها.