هؤلاء الذين لا يتحركون, لا يلاحظون أصفادهم

images (8).jpeg

تخيل معي ماذا يحدث عندما تذهب إلي النادي الصحي (الجيم) بعد انقطاعك عنه لثلاثة سنين متتالية؟ تُري ما شعورك عندها؟

علي الأغلب, ستشعر أنك قد فقدت إحساسك بالصحة والحيوية التي كنت تتمتع بها من قبل عندما كنت تذهب إلي النادي بإنتظام.

لقد أهملت كثيراً في صحتك, لم تمارس الرياضة علي الإطلاق, بالإضافة إلي ما كنت تدخنه من سجائر وغيرها من السموم القاتلة ببطئ, ولكنك الآن جاهز للتغيير, مقدمٌ عليه, إلا أن إحساسك بالضعف بعد ذهابك إلي النادي هو المسيطر الآن, لذلك أنت تفكر في الإنسحاب.

شئٌ عجيب, أيعقل أن يجعلك الذهاب إلي النادي الصحي والتدريب أقل شعوراً بالحيوية؟ والسؤال الأهم هو ما السبب الحقيقي وراء تلك المشاعر؟

أحاول التفكير معك بصوتٍ عالٍ وأتسائل, هل السبب هو ذهابك اليوم؟ أم عدم ذهابك طوال الأعوام الثلاث الماضية؟

هذا بالضبط هو ما كانت تتحدث عنه روزا لوكسمبورغ, فقد قالت:

"Those who do not move, do not notice their chains"

أي: " هؤلاء الذين لا يتحركون, لا يلاحظون أصفادهم"

هي قاعدة دائمة في الحياة, فعلي سبيل المثال, أنت لا تدرك كم المتاعب التي جلبتها لحياتك بقراراتك المالية الخاطئة إلا عندما تغرق في الديون وتبدأ في البحث عن مخرج.

وأيضاً لا تدرك ماذا فاتك بسبب عدم القراءة إلا عند قراءتك لأول كتاب ومعرفتك لقدرة هذا الكتاب علي تغيير حياتك.

هذا المبدأ يعمل في كل مرة وفي أي مكان, نحن لا نلاحظ الأصفاد التي كانت تمنعنا من التحرك إلا عندما نحاول الحركة.

يتبقي آخر شئ, وهو السؤال الأهم, ماذا ستفعل بعد ملاحظتك لأصفادك, هل ستبذل كل ما بوسعك لكسرها؟ أم ستستلم لها؟

#أنس_شرقاوي

Coin Marketplace

STEEM 0.28
TRX 0.13
JST 0.032
BTC 61138.54
ETH 2920.26
USDT 1.00
SBD 3.54