روح السوق التقليدي المغربي

فهاد الزنقة الضيقة، وسط الأقواس العتيقة والحجر اللي باين عليه التعب ديال السنين، كتحس براسك داخل لعالم آخر. السوق ماشي غير بلاصة للبيع والشراء، راه حكاية كتعاش بكل الحواس. الروائح ديال القش، الجلد، والخشب، الأصوات ديال الناس كيهضرو وكيضحكو، والضو اللي كيتسلل من الفوق وكيطيح على السلال المعلقة، كلشي كيعطي إحساس بالدفء وبالأصالة.

السلال هنا ماشي غير أدوات للاستعمال اليومي، راه كل وحدة فيها روح ديال اللي صنعها. كتشوف اليد العاملة، الصبر، والوقت اللي تحط فيها. القش منسوج بعناية، الألوان مختارة بذوق، وكل شكل عندو معنى. كاين اللي بسيط، وكاين اللي مزخرف بزاف، بحال إلى كل سلة كتقول: “أنا مختلفة، وأنا هنا باش نعيش”.

اللي كيمشي فهذ السوق، سواء كان من أهل البلاد ولا زائر، كيلقى راسو كيتمهل بلا ما يحس. الخطوة كتولي بطيئة، والعين كتسرح من حاجة لحاجة. ما بقاش كاين استعجال، بحال إلا الوقت هنا كيمشي على مهل. الناس كيدوزو، كيشوفو، كيسولو، وشي مرات غير كيبقاو يتفرجو، حيث الفرجة حتى هي متعة.

هاد الأسواق الشعبية كتذكرنا بشنو هو المهم. ماشي كلشي جديد خاصو يكون أحسن، وماشي كلشي تقليدي خاصو يندثر. بالعكس، هاد الحرف هي الذاكرة ديال البلاد. كل سلة، كل قطعة جلد، كل قوس حجري، راه شاهد على ناس عاشو هنا، خدمو، تعبوا، وخلاو أثرهم.

المرأة اللي كتوقف قدام سلة وكتقلب فيها، يمكن كتفكر فدارها، فالمطبخ، فالأيام البسيطة. والرجل اللي كيشري وحدة، يمكن باغي يهديها لشي حد عزيز. السوق كيجمع قصص صغيرة، ولكن ملي كتجمعهم كاملين، كتعطيك قصة كبيرة ديال الحياة.

فزمن السرعة والاستهلاك، بحال هاد البلايص كيبقاو متنفس. كيعلموك تهدأ، تشوف، وتحس. كيعلموك باللي الجمال ما خاصوش يكون غالي ولا معقد، غير خاصو يكون صادق. وهنا، وسط هاد السلال المعلقة والزنقة العتيقة، الصدق باين فكل تفصيلة.